ثابت بن قيس الأنصاري
((
ما أجيزت وصية
امريء أوصى
بها بعد موته
سوى وصية ثابت
بن قيس ))
صفاته:
ثابت بن قيس
الانصاري سيد
من سادات
الخزرج
المرموقين
ووجه من وجوه
يثرب
المعدودين
وكان إلى ذلك
ذكي الفؤاد
حاضر البديهة
رائع البيان
جهير الصوت
إذا نطق بز
القائلين و
إذا خطب أسر
السامعين .
إسلامه:
وهو أحد
السابقين إلى
الإسلام في
يثرب إذ ما كاد
يستمع إلى آي
الذكر الحكيم
يرتلها
الداعية
المكي الشاب
مصعب بن عمير
بصوته الشجي
وجرسه الندي
حتى آسر
القرآن سمعه
بحلاوة وقعه
وملك قلبه
برائع بيانه
وخلب لبه بما
حفل به من هدي
وتشريع .
فشرح الله
صدره للايمان
وأعلى قدره
ورفع ذكره
بالانضواء
تحت لواء نبي
الاسلام . ولما
قدم صلوات
الله عليه إلى
المدينة
مهاجرا
استقبله ثابت
بن قيس في
كوكبة كبيرة
من الفرسان
أكرم استقبال
، ورحب به
وبصاحبه
الصديق أجمل
ترحيب وخطب
بين يديه خطبة
بليغة
افتتحها بحمد
الله جل وعز
والثناء عليه
والصلاة
والسلام على
نبيه ...
واختتمها
بقوله : (( وإنا
نعاهدك يا
رسول الله على
ان نمنعك مما
نمنع منه
أنفسنا
واولادنا فما
لنا لقاء ذلك ؟
))
فقال عليه
الصلاة
والسلام : (
الجنة..).فما
كادت كلمة ((
الجنة )) تصافح
آذان القوم
حتى أشرقت
وجوههم
بالفرحة وزهت
قسماتهم
بالبهجة ،
وقالوا : رضينا
يا رسول الله ...
رضينا يا رسول
الله.ومنذ ذلك
اليوم جعل
الرسول صلوات
الله عليه
ثابت بن قيس
خطيبه كما كان
حسان بن ثابت
شاعره .
فصار إذا
جاءته وفود
العرب
لتفاخرة أو
تناظره
بألسنة
الفصحاء
المقاول من
خطبائها
وشعرائها ندب
لهم ثابت بن
قيس لمصاولة
الخطباء
وحسان ابن
ثابت لمفاخرة
الشعراء .
ولما نزل قوله
جل شأنه (( يا
أيها الذين
آمنوا لا
ترفعوا
أصواتكم فوق
صوت النبي ،
ولا تجهروا له
بالقول كجهر
بعضكم لبعض أن
تحبط أعمالكم
وأنتم لا
تشعرون ))
من أهل الجنة:
تجنب ثابت بن
قيس مجالس
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم على
الرغم من شدة
حبه له وفرط
تعلقه به ولزم
بيته حتى لا
يكاد يبرحه
إلا لأداء
المكتوية .فأفتقده
النبي صلوات
الله وسلامه
عليه وقال : ( من
يأتيني
بخبره؟).فقال
رجل من
الانصار : أنا
يا رسول الله .
وذهب إليه
فوحده في
منزله محزونا
منكسا رأسة
فقال : ما شانك
يا أبا محمد ؟.
قال : شر . قال :
وما ذاك ؟!
قال : إنك تعرف
أني رجل جهير
الصوت وأن
صوتي كثيرا ما
يعلوا على صوت
محمد رسول
الله صلى الله
عليه وسلم وقد
نزل من القرآن
ما تعلم ، وما
أحسبني إلا قد
حبط عملي
وأنني من أهل
النار ..
فرجع الرجل
الرسول صلوات
الله وسلامه
عليه وأخبره
بما رأى وما
سمع فقال : (
إذهب إليه وقل
له : لست من أهل
النار ، ولكنك
من أهل الجنة ) .
فكانت هذه
بشارة عظمى
لثابت ظل يرجو
خيرها طوال
حياته .
شجاعته:
وقد شهد ثابت
بن قيس مع رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
المشاهد كلها
سوى بدر وأقحم
نفسه في غمار
المعارك طلبا
للشهادة التي
بشره بها
النبي فكان
بخطئها في كل
مرة وهي قاب
قوسين منه أو
أدنى .إلى أن
وقعت حروب
الردة بين
المسلمين
ومسيلمه
الكذاب على
عهد الصديق
رضي الله عنه .ولقد
كان ثابت بن
قيس إذ ذاك
أمير لجند
الأنصار
وسالم مولى
أبو حذيفة
أمير لجند
المهاجرين
وخالد بن
الوليد قائدا
للجيش كله :
أنصاره ومها
جريه ومن فيه
من أبناء
البوادي .ولقد
كانت الريح
والدولة في جل
المعارك
لمسيلمة
ورجاله على
جيوش
المسلمين حتى
بلغ بهم الأمر
أن اقتحموا
فسطاط خالد بن
الوليد وهموا
بقتل زوجته أم
تميم وقطعوا
حبال الفسطاط
ومزقوه شر
ممزق .فرأى
ثابت بن قيس
يومذاك من
تضعضع
المسلين ما
شحن قلبه أسى
وكمدا وسمع من
تنابرهم ما
ملا صدره هما
وغما ..فأبناء
المدن يرمون
أهل البوادي
بالجبن وأهل
البوادي
يصفون أبناء
المدن بأنهم
لا يحسنون
القتال ولا
يدرون ما
الحرب .عند ذلك
تحنط ثابت
وتكفن ووقف
على روؤس
الشهاد وقال :
يا معشر
المسلمين ما
هكذا كنا
نقاتل مع رسول
الله صلى الله
عليه وسلم بئس
ما عودتم
أعدائكم من
الجرأة عليكم
..وبئس ما
دعوتهم
أنفسكم من
الانخذال لهم
..
استشهاده:
ثم رفع طرفة
إلى السماء
وقال : اللهم
أني أبرأ أليك
مما جاء به
هولاء من
الشرك ( يعني
مسيلمة
وأعوانه).وأبا
إليك مما يصنع
هؤلاء يعني
المسلمين ثم
هب هبة الأسد
الضاري كتفا
لكتف مع الغر
الميامين :
البرأء بن
مالك
الأنصاري
وزيد بن
الخطاب أخي
أمير
المؤمنين عمر
بن الخطاب
وسالم مولى
أبي حذيفة ..وغيرهم
من المؤمنين
السابقين
وأبلى بلاء
عظيما ملا
قلوب
المسلمين
حمية وعزما
وشحن أفئدة
المشركين
وهنا ورعبا .وما
زال يجالد في
كل أتجاه
ويضارب بكل
سلاح حتى
أثخنته
الجراح فخر
صريعا على أرض
المعركة قرير
العين بما كتب
الله له من
الشهادة التي
بشره بها
حبيبه رسول
الله مثلوج
الصدر بما حقق
الله على يديه
للمسلمين من
النصر .