عن
ثابت البناني
، قال . كان صلة
بن أشيم يخرج
إلى الجبال فيتعبد
فيها . فكان
يمر على شباب
يلهون
ويلعبون . قال .
فيقول لهم :
أخبروني عن
قوم أرادوا
سفرا فجازوا
النهار عن
الطريق
وناموا الليل
، متى يقطعون
سفرهم ؟ قال :
فكان كذلك
يمربهم
ويعظهم قال :
فمر بهم ذات
يوم ، فقال لهم
هذه المقالة،
فقال شاب منهم
: ياقوم ! إنه
والله
مايعني
بهذا غيرنا
نحن بالنهار
نلغو وبالليل
ننام . ثم اتبع
صلة، فلم يزل
يختلف معه
ويتعبد معه
حتى مات ،
رحمهما الله .
توبة
فتى من
الأزدكان عن
التأنث
والتخنث
عن
رجاء بن ميسور
المجاشعي ،
قال :
كنا
في مجلس صالح
المري وهو
يتكتم . قال :
لفتى بين يديه
اقرأ يافتى!
فقرأ الفتى . (وأنذرهم
يوم الأزفة إذ
القلوب لدى
الحناجر
كاظمين
ماللظالمين
من حميم
ولاشفيع يطاع
). أسورة
المؤمن ،
الآية : 118 . فقطع
صالح عليه
القراءة،
وقال : كيف
يكون لظالم
حميم أو شفيع ،
والمطالب له
رب العالمين ؟
إنك والله لو
رأيت
الظالمين
وأهل المعاصي
يساقون في
السلاسل
والأنكال إلى
الجحيم ، حفاة
عراة، مسودة
وجوههم ،
مزرقة عيونهم
، ذائبة
أجسادهم ،
ينادون :
ياويلنا
ياثبورنا !
ماذا نزل بنا؟
ماذا حل بنا؟
أين يذهب بنا؟
ماذا يراد
منا؟
والملائكة
تسوقهم
بمقامع
النيران ،
فمرة يجرون
على وجوههم
ويسحبون
عليها منكبين
، ومرة يقادون
إليها مقرنين
، من بين باك
دما بعد
انقطاع
الدموع ، ومن
بين صارخ طائر
اللب مبهوت ،
إنك والله لو
رأيتهم على
ذلك لرأيت
منظرا لايقوم
له بصرك ،
ولايثبت له
قلبك ،
ولاتستقر
لفظاعة هوله
على قرار قدمك
! ثم نحب (،) وصاح :
ياسوء منظراه !
ياسوء
منقلباه !
وبكى، وبكى
الناس . فقام
فتى من
الأزدكان ( فيه
شيء من التخنث
والميوعة ) و
به تانيث ،
فقال . أكل هذا
في القيامة يا
أبا بشر؟ قال :
نعم والله
يا
ابن أخي ،
وماهوأكثر!
لقد بلغني
أنهم يصرخون
في النارحتى
تنقطع
.
أصواتهم ، فما
يبقى منهم إلا
كهيئة الأنين
من المدنف (ا).
فصاح الفتى :
إنا لله !
واغفلتاه عن
نفسي أيام
الحياة ، وا
أسفا على
تفريطي في
طاعتك
ياسيداه ! وا
أسفا على
تضييعي عمري
في دار الدنيا!
ثم بكى ،
واستقبل
القبلة، فقال :
اللهم ! إني
استقبلك في
يومي هذا
بتوبة
لايخالطها
رياء لغيرك !
اللهم !
فاقبلني على
ماكان في ،
واعف عما تقدم
من فعلي ،
وأقلني
عثرتي،
وارحمني ومن
حضرني ، وتفضل
علينا بجودك
وكرمك ! يا
أرحم
الراحمين ! لك
ألقيت معاقد
الآثام من
عنقي ، وإليك
أنبت بجميع
جوارحي صادقا
لذلك قلبي ،
فالويل لي إن
لم تقبلني ! ثم
غلب فسقط
مغشيا عليه ،
فحمل من بين
القوم صريعا،
فمكث صالح
وإخوته
يعودونه
أياما ثم مات -
والحمد لله -
فحضره خلق
كثير يبكون
عليه ويدعون
له ، فكان صالح
كثيرا
مايذكره في
مجلسه فيقول :
بأبي قتيل
القرآن ،
وبابي قتيل
المواعظ
والأحزان ! قال
: فرآه رجل في
منامه ، قال :
ماصنعت ؟ قال :
عمتني بركة
مجلس صالح
فدخلت في سعة
رحمة الله
التي وسعت كل
شيء .