توبة
الممثل
المغربي
المشهور سعيد
الزياني
في
مكة أم القرى-
شرفها الله -
ومن جوار بيت
الله الحرام ،
وفي العشر
الأخيرة من
رمضان ، حدثنا
الممثل
سابقا،
والداعية
حاليا، الأخ
سعيد الزياني
عن قصة رجوعه
إلى الله ،
وهدايته إلى
الطريق
المستقيم ،
فقال : نشأت في
بيت من بيوت
المسلمين ،
ولما بلغت سن
المراهقة كنت
أحلم - كما كان
يحلم غيري من
الشباب
المراهق -
بتحقيق شيئين
مهمين في نظري
آنذاك ، وهما :
الشهرة
والمال ، فقد
كنت أبحث عن
السعادة
وأسعى إلى
الحصول عليها
بأية طريقة
كانت . في
بداية الأمر. .
التحقت
بالإذاعة
المغربية،
وشاركت في
تقديم بعض
الفقرات التي
تربط بين
البرامج ، ثم
تقدمت فأصبحت
أقدم برامج
خاصة حتى
اكتسبت خبرة
في هذا المجال
، ثم اتجهت إلى
التلفزيون
وتدرجت فيه
حتى أصبحت
مقدما من
الدرجة
الأولى - وهي
أعلن درجة
يحصل عليها
مذيع أو مقدم -
وأصبحت أقدم
نشرات
الأخبار،
والكثير من
برامج السهرة
والمنوعات
وبرامج
الشباب ،
واشتهرت شهرة
كبيرة لم
يسبقني إليها
أحد ، وأصبح
اسمي على كل
لسان ، وصوتي
يسمع في كل بيت
. وعلى الرغم
من هذه
الشهرة، إلا
أني كنت غير
سعيد بهذا. .
كنت أشعر بضيق
في صدري ، فقلت
في نفسي لعلي
أجد السعادة
في الغناء . .
وبالفعل ، فقد
ساعدتني
شهرتي في
الإذاعة
والتفزيون أن
أقدم من خلال
أحد البرامج
التلفزيونية
أغنية قصيرة
كانت هي
البداية
لدخولى عالم
الغناء . ودخلت
عالم الغناء،
وحققت شهرة
كبيرة في هذا
المجال ، ونزل
إلى الأسواق
العديد بل
الآلاف من
الأشرطة
الغنائية
التي سجلتها
بصوتي . وعلى
الرغم من ذلك
كله كنت أشعر
بالتعاسة
والشقاء،
وأحس بالملل
وضيق الصدر،
وصدق الله إذ
يقول : ( فمن يرد
الله أن يهديه
يشرح صدره
للإسلام ومن
يرد أن يضله
يجعل صدره
ضيقا حرجا
كانما يصعد في
السماء).
فقلت
في نفسي : إن
السعداء هم
الممثلون
والممثلات ،
فأردت أن
أشاركهم فى
تلك السعادة ،
فاتجهت إلى
التمثيل ،
وأصبحت ممثلا
من الدرجة
الأوك ، فكنت
لا أمثل الا
أدوار
البطولة في
جميع الأعمال
التي أقدمها . .
والحقيقة
ودون مبالغة
أصبحت شخصا
متميزا في
بلدي ، فلا
أركب إلا
أغـلى
السيارات
وأفخمها، ولا
ألبس إلا
الملابس
الثمينة . .
مكانتي
الاجتماعية
أصبحت راقية ،
فاصدقائي هم
كبار
الشخصيات من
الأمراء
وغيرهم ، فكنت
أتنقل بين
القصور، من
قصر إلى قصر،
وتفتح لي
الأبواب
وكاني صاحب
تلك القصور.
ولكن . . وعلى
الرغم من ذلك
كله ، كنت أشعر
باني لم أصل
إلى السعادة
التي أبحث
عنها . وفى يوم
من الأيام . .
أجرى معي أحد
الصحفيين
لقاء صحفيا
طويلا، وكان
من بين
الأسئلة التي
وجهها إلي هذا
السؤال : "الفنان
سعيد الزياني .
. من المصادفات
أن اسمك ينطبق
على حياتك . .
فاسمك سعيد،
وأنت سعيد،
ماتقول في ذلك
؟" . وكان
الجواب . "وفي
الحقيقة أن
ماتعتقده
ويعتقده كثير
من الناس غير
صحيح ، فانا
لسيت سعيدا في
حياتي ، واسمي
في الحقيقة
لايزال
ناقصا، فهو
يتكون من
ثلاثة أحرف
وهي : س ، ع ، ي "سعي
"، وأنا مازلت
أسعى، أبحث عن
الحرف الأخير
وهو حرف "الدال
" ليكتمل اسمي
وتكتمل
سعادتي ، وإلى
الآن لم أجده ،
وحين أجده سوف
أخبرك ". وقد
أجري معي هذا
اللقاء وأنا
في قمة شهرتي
وثرائي . . ومرت
الأيام
والشهور
والأعوام . .
وكـان لي شقيق
يكـبرني سنا،
هاجر إلى
بلجيكا . . كان
إنسانا عاديا
إلا أنه كان
أكثر مني
التزاما
واستقامة،
وهناك في
بلجيكا التقى
ببعض الدعاة
المسلمين
فتأثر بهم
وعاد إلى الله
على أيديهم .
فكـرت في
القيام برحلة
سياحية إلى
بلجيكا فيها
أخي فامر عليه
مرور الكرام ،
ثم أواصل
رحلتي إلى
مختلف بلاد
العالم . سافرت
إلى بلجيكا،
والتقيت أخي
هناك ، ولكني
فوجئت بهيئته
المتغيرة،
وحياته
المختلفة،
والأهم من ذلك
، السعادة
التي كانت تشع
في بيته
وحياته ،
وتاثرت كثيرا
بما رأيت ،
إضافة إلى
العلاقات
الوثيقة التي
تربط بين
الشباب
المسلم في تلك
المدينة، وقد
قابلوني
بالأحضان ،
ورحبوا بي
أجمل ترحيب ،
ووجهوا لي
الدعوة لحضور
مجالسهم
واجتماعاتهم
والتعرف
عليهم بصورة
قوية . أجبت
الدعوة، وكنت
أشعر بشعور
غريب وأنا
أجلس معهم ،
كنت أشعر
بسعادة عظيمة
تغمرني لم
أشعر بها من
قبل ، ومع مرور
الأيام قمت
بتمديد
إجازتي لكي
تستمر هذه
السعادة التي
طالما بحثت
عنها فلم
أجدها . وهكذا . .
كنت أشعر
بالسعادة مع
هؤلاء
الأخيار
تزداد يوما
بعد يوم ،
والضيق والهم
والشقاء
يتناقص يوما
بعد يوم . . حتى
امتلأ صدري
بنور الإيمان
، وعرفت
الطريق إلى
الله الذي كنت
قد ضللت عنه مع
ما كنت أملكه
من المال
والثراء
والشهرة،
وأدركت من تلك
اللحظة أن
السعادة ليست
في ذلك المتاع
الزائل ، إنما
هي في طاعة
الله عز وجل : (
من عمل صالحا
من ذكر أو انثى
وهو مؤمن
فلنحيينه
حياة طيبة
ولنجزينهم
أجرهم بأحسن
ماكانوا
يعملون )0 ( ومن
أعرض عن ذكري
فإن له معيشة
ضنكا ونحشره
يوم القيامة
أعمى). امتدت
إجازتي عند
أخي أكثر من
سنتين ،
وأرسلت رسالة
إلى الصحفي
الذي سالني
السؤال
السابق ، وقلت
له . الأخ رئيس
تحريرصحيفة:
في جريدة :
السلام عليكم
ورحمة الله
وبركاته. . . أود
أن أذكرك
بالسؤال الذي
سألتني فيه عن
السعادة،
وذلك في يوم
وتاريخ وقد
أجبتك
بالجواب
التالي :
ووعدتك أن
أخبرك متى ما
وجدت حرف الدا
ل الان . يطيب
لي ويشرفني أن
أخبرك باني قد
وجدت حرف
الدال المتمم
لاسمي حيث
وجدته في
الدين
.
. وأصبحت الان "سعيدا"
حقا . شاع
الخبر بين
الناس ، وبدأ
أعداء الدين
والمنافقون
يطلقون علي
الإشاعات ،
ويرمونني
بالتهم ،
فمنهم من قال :
إن سعيدا اختل
عقله وصار
مجنونا،
ومنهم من قال :
إنه أصبح
عميلا
لأمريكا أو
لروسيا . . . إلى
غير ذلك من
الإشاعات
المغرضة . . كنت
أستمع إلى هذه
الإشاعات
فأتذكر دائما
ما قوبل به
الأنبياء
والرسل
والدعاة على
مر العصور
والدهور،
وعلى رأسهم
نبينا محمد ،
صلى الله عليه
وسلم ،
وصحابته
الكرام - رضي
الله عنهم -
أجمعين -
فازداد ثباتا
وإيمانا
ويقينا،
وأدعو الله
دائما : ( ربنا
لاتزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا
وهب لنا من
لدنك رحمة إنك
أنت الوهاب )
.