توبة والد الشيخ أحمد القطان
الشيخ
أحمد القطان -
جزاه الله
خيرا - كان هو
السبب - بعد
توفيق الله -
في هداية
والده يروي
لنا القصة
فيقول: هذه
القصة ذكرها
الشيخ في درس
له بعنوان":
سلامة الصدر
من الأحقاد". "
أصيب والدي -
رحمه الله -
بمرض في الغوص
حيث كانوا على
ظهر سفينة
فضربتهم
صاعقة… فقد
كانوا داخلين
في شط العرب
يحملون
التمور وكانت
هناك سفينة
كويتية معطلة
تحتاج إلى بعض
التصليح فطلب
ربان هذه
السفينة من
ربان السفينة
الأخرى التي
فيها والدي أن
يساعده فيجر
معه " المحمل"
حتى يخرجه من
المكان الضحل
إلى المكان
العميق. فوعده
أن يساعده في
وقت آخر بعد أن
يستقي الماء
ويجره إلى
المكان
العميق إلا
أنه كان
مستعجلا وكان
محملا بضاعة
ثقيلة فلم يف
بوعده إذ " خطف"
بالليل خفية
وترك صاحبه
الذي عاهده
قال والدي -
رحمه الله - :
فلما خرجنا من
الخليج
العربي جاءت
سحابة فوق
السفية فبرقت
ورعدت ونزلت
منها صاعقة
على رأس
الشراع
فاحترق كله…
فكان والدي
ممن أصيب بهذه
الصاعقة إذ
أصيب بمرض
أشبه بالشلل.
وكان التجار
يلومون ربان
السفينة
ويقولون له: لو
أنك ساعدت ذلك
الرجل صاحب
السفينة
المعطلة لما
حدث ما حدث ..
ولكن .. قدر
الله وما شاء
فعل.. ثم عادوا
بوالدي - رحمه
الله - إلى
بيته وأصبح
مقعدا لا
يستطيع المشي
وأكل ما عنده
من مدخرات حتى
أصبح يخرج وهو
يزحف إلى
الشاعر لعله
يجد من يجود
عليه ولو
بكسرة خبز.
ولما بلغت به
هذه الحالة
وامتد مرضه ما
يقارب العشر
سنوات وهو
جالس في البيت
بلا علاج
وصفوا له شيخا
من المنتسبين
للدين يقرأ
على الناس
الآيات
والأحاديث
للاستشفاء.
وواستدعي ذلك
الشيخ الذي
يسمونه "
الملأ " فجاء "
الملأ" وكان
أو سؤال وجهه
إلى والدي - مع
الأسف الشديد
:- " كم تدفع على
هذه القراءة"؟
فقال والدي -
رحمه الله :
أنا رجل فقير
ومقعد وليس
معي في جيبي
هذه النصف
روبية هي ثمن
طعامي أنا
ووالدتي فقال
" الملأ" : هذه
لا تكفي .. وطلب
أكثر من ذلك ..
فلما لم يعطه
والدي ما يريد
خرج ولم يقرأ
عليه شيئا.
وهنا .. أحس
والدي
بامتعاض شديد
وتولد عنده رد
فعل عنيف جعله
يكره الدين
ويكره من
ينتسب إلى هذا
الدين.. وأصبحت
هذه الحادثة
دائما على
لسانه لا سيما
وأنه كان
فصيحا وذكيا
يقول الشعر
ويضرب
الأمثال ..
فسلط تلك
الفصاحة وذلك
الذكاء
للسخرية
بالمتدينين
بسبب ذلك
الموقف الذي
وقفه ذلك
الملا. ومرت
الأيام:- ويقدر
الله - جل وعلا -
أن يأتيه رجل
فيقول له:
لماذا لا تذهب
إلى المستشفى
"الأمريكاني"
الذي يمدحه
الناس ويثنون
عليه فيه طبيب
جيد اسمه
سكيدر .. الخ
وهو مستشفى
تابع
لإرساليات
التبشير (
النصرانية )
التي تعمل
لتنصير
المسلمين أو
إخراجهم من
دينهم على
الأقل.. فقال
والدي ولكن
كيف استطيع
الوصول إلى
هذه المستشفى
وهو بعيد عن
بيتي وأنا لا
استطيع المشي.
ولم تكن في ذلك
الوقت
مواصلات
تنقلهم كما هو
الآن إلا عند
أناس يعديون
على الأصابع
ومن هؤلاء
المعدودين
ذلك المستشفى
المذكور حيث
كان يملك
سيارة وعند
الدكتور
سكيدر.. وعند
آذان الفجر
زحف والدي
رحمه الله على
فخذيه من بيته
إلى المستشفى
"الأمريكاني"
فما وصله -
زحفا - إلا
قبيل الظهر
وكان ذلك في
فصل الصيف.
يقول - رحمه
الله - : فلما
وصلت إلى جدار
المستشفى لم
تبق في قطرة
ماء لا في فمي
ولا في عيني
ولا جسمي..
وأحسست أن
الشمس تحرقني
وأكاد أموت
حتى إني لا
أستيطع أن
أتكلم أو أصرخ
أو أنادي..
فدنوت من
الجدار ونمت
وبدأت أتشهد
استعدادا
للموت. يقول:
ثم اغمي علي
وظننت أني مت
فلما فتحت
عيني إذا أنا
في بيتي
وبجواري دواء..
قال : فسألت
الناس الذين
كانوا
يعالجون في
المستشفى :
ماذا حدث؟
فقالوا: إن
الناس قد
أخبروا
الطبيب بأن
هناك رجلا قد
أغمي عليه عند
جدار
المستشفى
فنظر من
النافذة فرآه
فنزل مع
الممرضين
وحملوه
ودخلوا به ثم
بعد ذلك قام
بتشخيصه
تشخيصا كاملا
حتى عرف المرض
وأعطاه حقنة
ثم بعد ذلك
أعطاه الدواء
وحمله
بسيارته
الخاصة
وأوصله إلى
البيت. قالت
والدي - رحمه
الله - : فلما
وضعت يدي في
جيبي وجدت بها
خمس روبيات
فسألت : من
الذي وضع هذه
الروبيات في
جيبي؟ فقالت
الوالدة
وضعها
الدكتور الذي
أحضرك إلى هنا!!!
وهنا يظهر
الفرق الكبير
بين ما فعله
هذا " المبشر"
النصراني
الكافر وبين
ما فعله ذلك "
الملا" - سامحه
الله . إن هذا
النصراني لم
يدع والدي إلى
دينه بطريقة
مباشرة وإنما
أحسن معه
المعاملة لكي
يستميل قلبه
ومن أصول
الإرساليات
التبشيرية (
التنصيرية)
التي تدرس لهم
وقرأناها في
الكتب
ودرسناها نحن
أنه ليس من
الشرط أن تجعل
المسلم
نصرانيا .. إن
جعلته
نصرانيا فهذا
تشريف للمسلم (
هكذا يقولون)
ولكن إذا عجزت
أن تجعله
نصرانيا
فاحرص على أن
تتركه بلا دين
فإن تركته بلا
دين فقد حققت
المطلب الذي
نريد. الشاهد
أن الوالد
رحمه الله شفي
وقام يمشي وظل
ذلك الطبيب
يزوره في كل
أسبوع مرة
ويتلطف معه
ويمسح عليه
وينظفه
ويعالجه إلى
أن تحسنت صحته
وقام يمشي بدأ
يعمل ثم بعد
ذلك تزوج فلما
رزقه الله
بابنة الأول-
وهو أنا - ظل
ولاؤه لهذا
الطبيب لدرجة
أنني لما بلغت
الخامسة من
عمري وبدات
أعقل بعض
الأمور كان
ياخذني كل
أسبوع في
زيارة مخصصة
إلى ذلك
الدكتور
ويلقنني منذ
الصغر ويقول :
أنظر إلى هذا
الرجل الذي
أمامك. إنه هو
سبب شفاء
والدك.. هذا
الذي كان
يعالجني في
يوم من الأيام
ويضع في جيبي
خمس روبيات
بينما يرفض "الملا"
علاجي لأني لا
أملك هذه
الروبيات.. ثم
يأمرني
بتقبيل يده..
فأقوم أنا
وأقبل يده.
واستمرت هذه
الزيارة
المخصصة لذلك
الدكتور إلى
أن بلغت
العاشرة من
عمري.. في كل
أسبوع زيارة
وكأنها عبادة..
يدفعني إليه
دفعا لكي أقبل
يده. ثم بعد
ذلك استمر
والدي يسخر من
المتدينين
ويستهزئ بهم،
فلما هداني
الله إلى
الطريق
المستقيم
وأعفيت لحيتي
بدأ يسخر
ويستهزئ
باللحية. فقلت
في نفسي: إن من
المستحيل أن
أنزع صورة ذلك
"الملا" من
رأسه وصورة
ذلك الدكتور
من رأسه أيضا
إلا أن أحسن
المعاملة معه
أكثر من "الملا"
وأكثر من
الدكتور
وبدون ذلك لن
أستطيع. فظللت
أنتظر الفرصة
المناسبة
لذلك طمعا في
هداية والدي.
وجاءت الفرصة
المنتظرة..
ومرض الوالد
مرضا عضالا..
وأصبح طريح
الفراش في
المستشفى حتى
إنه لا يستطيع
الذهاب إلى
مكان قضاء
الحاجة إذا
أراد ذلك وكنت
أنا بجواره
ليلا ونهارا
فقلت في نفسي
هذه فرصة لا
تقدر بثمن. وفي
تكل الحال كان
- رحمة الله
عليه - يتفنن
في مطالبه
بختبرني هل
أطيعه أم لا .
ومن ذلك أنه في
جوف الليل كان
يأمرني بأن
أحضر له نوعا
من أنواع
الفاكهة لا
يوجد في ذلك
الوقت فأذهب
وأبحث في كل
مكان حتى
أجدها في تلك
الساعة
المتأخرة ثم
أقدمها له فلا
يأكلها.. فإذا
أراد أن يقضي
الحاجة لا
يستطيع
القيام فأضع
يدي تحت
مقعدته حتى
يقضي حاجته في
يدي.. ويتبول
في يدي.. وأظل
واضعا يدي حتى
ينتهي من قضاء
الحاجة، وهو
يتعجب من هذا
السلوك.. ثم
أذهب إلى دورة
المياه وأنظف
يدي مما
أصابهما. وقد
تكررت هذه
الحادثة في كل
عشر دقائق مرة..
نظرا لشدة
المرض حتى
أنني في
النهاية لم
أتمكن من وضع
يدي كلما تبرز
أو تبول ..
لكثرة ذلك.
فلما رأى
والدي هذا
التصرف يتكرر
مني أكثر من
مرة أخذ يبكي..
فكان هذا
البكاء فاتحة
خير وإيمان في
قلبه.. ثم قال
لي: إنني ما
عرفت قيمتك
إلا في هذه
اللحظة. ثم
سألني : هل
جميع هؤلاء
الشباب
المتدينين
مثلك؟ .. قلت له :
بل أحسن مني،
ولكنك لا
تعرفهم..
وكانوا
يزورونه
ويسلمون عليه.
فبدأ يصلي
ويصوم ويحب
الدين ويذكر
الله. ولا يفتر
لسانة عن ذكر
الله وقول لا
إله إلا الله
محمد رسول
الله وأسبغ
الله عليه هذا
الدين فقلت:
سبحان الله..
حقا إن الدين
هو المعاملة