المقدمه
المقدّمة
خديجة بنت خويلد (عليها السلام)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحديث عن أمّ المؤمنين الكُبرى خديجة بنت خويلد (رض) حديث عن فصل مضيء من تأريخ هذه الاُمّة وأمجادها الخالدة .. وهو حديث عن عظمة المرأة المسلمة وقدوتها الرائدة في مسار العقيدة والتضحية والجهاد .. ولعظيم موقعها ، وأهمية دورها في حـياة هذه الاُمّـة وإخلاصها لزوجها الرسول الهادي محمـد (ص) ، وتفانيها في نصرة الدعوة بالمال والنفس والاخلاص ، استحقّت تحيّة الرّبّ العظيم ، كما استحقّت ثناء النبيّ (ص) وعيشها في قلبه الأمـين طيلة حياته المباركة ، فهو لم يسأم من ذكرها ، والثناء عليها ، والتعبير عن حبِّه لها أمام زوجاته جميعهنّ ، فهي وحدها استحقّت هذه الدرجة من الحبّ النبويّ الكريم الذي عبّر عنه (ص) بقوله : «إنِّي لأحبّ حبيبها».. لقد كان حبّ الرسالة والقيَم المعبِّر عن تقدير وتكريم مكانتها عندما تقتدي بخديجة (رض) وإخلاصها وطهرها وتضحيتها .
إنّ دراسة حياة خديجة (رض) توفِّر لنا العبرة والوعي ، وترسم أمامنا سلوكية المرأة القدوة ، وتكشف عن عظمة الرسالة والدعوة التي صنعت من خديجة هذا المثل النسوي الرائد في عالم الانسان ..
إنّ التأريخ مدرسـة تتعـلّم منها الأجـيال وتتربّى بهديها العقول.وما أحرى المرأة المسلمة بدراسة حياة خديجـة(رض)،وغـيرهما من النساء القدوة كإبنتها البتول سيِّدة نساء العالمين(ع)،وغيرها من النساء القدوة اللّواتي شاركنَ في بناء الحياة وكتابة الفصول المضيئة في تأريخ هذه الاُمّة ، وجسّدنَ السلوكية الايمانية في حياتهنّ الرسالية والاُسرية والاجتماعية .
ولكي نوفِّر للقارئ الكريم بصورة عامّة، وللمرأة المسلمة بصورة خاصّة، قبسات من حياة السيدة الكُبرى أمّ المؤمنين الخالدة خديجة بنت خويلد (رض) ، قامت مؤسسة البلاغ بإعداد هذا الكتاب ( أمّ المؤمنين الكُبرى) ، راجين من الله سبحانه القبول وشفاعة محمد (ص) وخديجة (رض) ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَن أتى الله بقلب سليم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .